الاخبار الرئيسية

هل نستطيع أن نتحول من مجتمع مضغوط إقتصادياً إلى مجتمع ضاغط وقوي؟! - بقلم: محمد نضال محاميد

تاريخ النشر: 2021-10-18 08:48:00
يوم نت -

لو إطلعنا في بطون مجلدات التاريخ لوجدنا نوعين من المستضعفين في الأرض، فهنالك أمم مستضعفة بقيت رهينة بين مطرقة حقوقها المسلوبة وسندان ظالميها تبكي بحرقة وتنتحب بمرارة على مآسيها لا تفكر بمخرج ولا تدفع عن نفسها الاذى فاندثرت وانتهت ولا نجد لها في عصرنا هذا أدنى أثر، وأمم أخرى فكرت فأبدعت فطبقت فنهضت من بين الركام قوية شديدة..، فلم تسد أمة الأرض إلا بعد إستضعاف!.

فمما لا شك فيه أن المجتمع الفلسطيني داخل الخط الأخضر يعيش منذ النكبة في ظل تحديات جسيمة تستهدفه في كافة مفاصل الحياة اليومية الإقتصادية والسياسية والثقافية والدينية والإجتماعية..، ومن أمر واسوء هذه التحديات هو الضغط الإقتصادي الذي يتعرض له المواطن العربي في هذه البلاد، وما يتبع ذلك من إنعكاسات وتبعات سلبية تعمل على إضعاف البنية الإجتماعية كالفقر المؤدي لحالات طلاق كثيرة والمساهم برفع نسبة الجريمة والعنف والذي يحول كذلك دون تطور المجتمع إقتصاديا وثقافيا وسياسيا...

فالأزمة الإقتصادية واضحة أمامنا كفلق الشمس بوضح النهار، فإن نسبة العائلات التي تعيش تحت مستوى الفقر في مختلف بلداتنا العربية في المدن المختلطة والنقب والمثلث والجليل آخذة بالإرتفاع بوتيرة سريعة مما ينذر بمزيد من السوء والشر..، في ظل إهمالنا إقتصاديا وتهميشنا من سوق العمل وهنا ينبغي على كل مسؤول حر وفرد صالح في مجتمعنا طرح هذا السؤال الشرعي والمنطقي: "هل نستطيع أن نتحول من مجتمع مضغوط إقتصاديا إلى مجتمع ضاغط وقوي؟!".

فالحقيقية أننا نملك الإجابة وكذلك نملك أدوات التغيير، فنعم نحن نستطيع أن نتحول من مجتمع مضغوط ومهمش إقتصاديا إلى مجتمع ضاغط ترضخ له ولمتطلباته قوى الإقتصاد المختلفة، فنحن في هذه البلاد تتجاوز نسبتنا المئوية الخمس وأهم من ذلك أننا مجتمع شاب مقارنة بسائر الشرائح التي تعيش في بلادنا، فساقوم خلال السطور القادمة بتوضيح بعض الامور وليست كلها من رؤيتي للتحول الإقتصادي التي لو اخذنا بها قد ننجو ونرتقي وننهض...

اولا، علينا أن نتصرف ككتلة مليونية واحدة بما يحوي هذا المصطلح من معاني واثار، فالكتلة المليونية تعني الكثير بالمنظومة الإقتصادية لا سيما وإن كانت الخمس من الشريحة السكانية للبلاد، فإذا تحولنا إلى قطيع واعني ما اقول!، فسنكون قوة شرائية ضخمة مؤثرة بمعنى الكلمة فترفع من تشاء وتخفض من تشاء بامر الله تعالى.

فلو قمنا بشكل جماعي على الامد القريب بمقايضة بعض الشبكات التجارية في البلاد على ان تستوعب نسب معينة بشرط ان تكون اعلى من 30% من العاملين والموظفين العرب بكافة مستوياتها الإدارية من العامل البسيط وحتى مجالس اداراتها مقابل دعم الوسط العربي كله لها عبر شرائه من فروعها ومقاطعته لمنافسيها، مستغلون في ذلك كوننا مجتمع مستهلك وغير منتج حاليا، وعلينا ان لا ننسى ان تمثيلنا بالقطاع العام والعسكري والامني وغيرها من القطاعات الحكومية والحساسة هامشي جدا مما يمنحنا قوة عمل إضافية!.

ثانيا، على المجتمع العربي في البلاد مقاطعة كل شبكة تجارية في البلاد ترفض تشغيل العرب او تقوم بإقصائهم بشكل عنصري من الوظائف الرئيسية!.

ثالثا، الضغط بشكل مباشر على كافة الشركات الكبرى التي نحتاج خدماتها وتستفيد منا كالمصارف وشركات الإتصال والتأمين على سبيل المثال وليس الحصر..، فينبغي علينا أن نصر على تلقي خدماتنا باللغة العربية كما يفعل الكثير من "الروس" حتى وإن اجدنا العبرية وتحدثناها بطلاقة مما يدفع هذه الشركات الضخمة لإستجداء الشبان العرب للعمل فيها تلبية لإحتياجاتها اولا!، ففي مثل هذه السلوكيات نجد فرص عمل إضافية!.

رابعا، ينبغي علينا إعداد كواد مهنية تقود هذا التحول الإقتصادي العام والعمل على تغيير نمط التعامل مع هذا الملف الحالي سواء بعموميته وخاصته، فلا بد من غرس ثقافة التطور والنمو وإقامة المصالح الإقتصادية الخاصة في كافة المجالات بعقلية الشبان العرب!، فالمبادرة مطلوبة ومحمودة.

خامسا، وذلك للأمد البعيد علينا إعداد إقتصادنا المستقل المعتمد على مصانع ومصالح ومشاريع يملكها ويديرها ويعمل بها ابناء شعبنا، ونقدم خلالها الطرح البديل لشعبنا المهمش والذي يتعرض لعنصرية مقيتة لا سيما بالمنتجعات الترفيهية كالملاهي والمسابح التي تضاهي "مميديون ويميت 2000 وشفاييم.."، والمنتاجعات التجارية المختلفة بمختلف مناطقنا وباسعار تناسب مجتمعنا وتنافس بقوة فبهذه الحالة سنجذب كذلك قطاعات واسعة من باقي سكان هذه البلاد الذين يبحثون عن الجودة والسعر وممكن عبر مجموعات إستثمارية!.، فلنا بنموذج المشهداوي عبرة...

واخيرا كل ما تم طرحه بالأعلى ليس إلا جزء من مسودة غير كاملة، لا بد من إكمالها وتطبيقها، وكل ما ورد فيها واقعي ممكن تطبيقه، وأما معرفة مدى نجاح تبديل ورقتنا الخاسرة لورقة رابحة لن نعرفه الا بعد التطبيق التام باذن الله تعالى!، فهذه نظرية ورؤية قد نصيب خلالها وقد نخطئ!، ولكن علينا المبادرة التحرك بدل البكاء على ابواب المؤسسات الحكومية كالتأمين الوطني وهيئة العمل.. فنحن شعب يستحق الخياة على أرضه المباركة بكرامةوعزة وإباء!.


اضف تعقيب