استعرضت الدكتورة أوما نايدو، وهي طبيبة نفسية وخبيرة في المخ وعضو هيئة التدريس في كلية الطب بجامعة هارفارد، في مقال مدى تأثير الأطعمة على المخ وضعف الذاكرة والتركيز والقدرة على التعلم.

وحددت المؤلفة للكتاب الأكثر مبيعاً "هذا هو دماغك وفق ما تأكله"، خمسة أنواع من الأطعمة التي يجب تجنبها بسبب تأثيرها السلبي على الدماغ.

وكتبت أوما، أنه بغض النظر عن عمرك، فإنه لم يفت الأوان أبداً لبدء تناول الطعام بطريقة تمنحك أفضل فرصة ممكنة لدرء الخرف مع تقدمك في العمر والتأكد من أنك تشعر بالتركيز والنشاط كل يوم.
وأشارت إلى دراسة قامت بها، عن "كيف يمكن لبكتيريا الأمعاء لدينا أن تحفز عمليات التمثيل الغذائي وتقلل التهاب الدماغ الذي يؤثر على الذاكرة". حيث تشير الدراسات الحالية إلى القدرة على تقليل احتمالية الإصابة بالخرف عن طريق تجنب الأطعمة التي يمكن أن تعرض بكتيريا الأمعاء للخطر وتضعف ذاكرتنا وتركيزنا.

وصنّفت أوما الأطعمة إلى 5 مجموعات رئيسية يجب تجنبها أو تقليلها لمحاربة الالتهاب وتعزيز صحة الدماغ والتفكير الحاد واتخاذ القرارات الجيدة:


1. السكريات المضافة
يستخدم الدماغ الطاقة على شكل غلوكوز، وهو شكل من أشكال السكر، لتغذية الأنشطة الخلوية. ومع ذلك، يمكن أن يؤدي اتباع نظام غذائي عالي السكر إلى زيادة الغلوكوز في الدماغ، وهو ما ربطته الدراسات بضعف الذاكرة وقلة اللدونة في الحُصين - وهو جزء الدماغ الذي يتحكم في الذاكرة.

وأشارت إلى، أن استهلاك الأطعمة المعالجة غير الصحية مثل المخبوزات والصودا، والتي غالباً ما تكون محملة بالسكريات المكررة والمضافة يغمر الدماغ بالكثير من الغلوكوز.

على الرغم من أن كل جسم له احتياجات مختلفة، إلا أن جمعية القلب الأميركية توصي بألا تستهلك النساء أكثر من 25 غراماً من السكر المضاف يومياً، ويبقى الرجال أقل من 36 غراماً من السكر المضاف يومياً.


2. الأطعمة المقلية
من المفيد تقليل كمية الأطعمة المقلية التي تتناولها، حيث وجدت إحدى الدراسات التي شملت 18080 شخصاً أن اتباع نظام غذائي غني بالأطعمة المقلية كان مرتبطاً بانخفاض الدرجات في التعلم والذاكرة.

ونظرت دراسة أخرى في 715 شخصاً وقاست مستويات الاكتئاب لديهم والمرونة العقلية. كما وثقت مستوى استهلاكهم للأغذية المقلية، ووجد الباحثون أن أولئك الذين تناولوا المزيد من الأطعمة المقلية كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في حياتهم.


3. الكربوهيدرات التي تحتوي على نسبة عالية من السكر في الدم

وحتى الأطعمة عالية الكربوهيدرات، أو النشويات، مثل الخبز والمعكرونة وأي شيء آخر مصنوع من الدقيق المكرر، فإن الجسم يتعامل معها بنفس الطريقة التي يتعامل بها مع السكر.

وهذا يعني أنه يمكنهم أيضاً زيادة خطر الإصابة بالاكتئاب. وقالت أوما إنه لا داعي للذعر، أو التخلص من الكربوهيدرات من نظامك الغذائي تماماً! لكن جودة الكربوهيدرات التي تتناولها مهمة.

وفي عام 2018، سعى الباحثون لتقييم أي نوع من الكربوهيدرات، إن وجد، يرتبط بالاكتئاب. قاموا بإدارة استبيان يسمى "مؤشر جودة الكربوهيدرات" على 15،546 مشاركاً.

تم تعريف الكربوهيدرات "ذات الجودة الأفضل" على أنها الحبوب الكاملة والأطعمة الغنية بالألياف وتلك التي تحتل مرتبة منخفضة في مؤشر نسبة السكر في الدم أو ما يعرف بـ GI، وهو مقياس لمدى سرعة تحول الأطعمة إلى الغلوكوز عند تكسيرها أثناء الهضم؛ كلما تحول الطعام إلى غلوكوز في الجسم بشكل أسرع، كلما ارتفع تصنيف GI.

واكتشف الباحثون أن الأشخاص الذين حصلوا على أعلى الدرجات في مؤشر جودة الكربوهيدرات، أي أنهم كانوا يتناولون كربوهيدرات ذات جودة أفضل، كانوا أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 30% من أولئك الذين تناولوا الكربوهيدرات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات.

تشمل الكربوهيدرات التي تحتوي على نسبة عالية من السكريات البطاطس والخبز الأبيض والأرز الأبيض. فيما كان العسل وعصير البرتقال وخبز الوجبة الكاملة من الأطعمة التي تحتوي على نسبة متوسطة من السكر. فيما تشمل الأطعمة ذات مؤشر GI المنخفض الخضروات الخضراء، ومعظم الفواكه، والجزر النيئ، والفاصولياء، والحمص، والعدس.


4. الكحول
وأكدت أوما على أن شرب الخمور، قد يجعل بعض الأشخاص الذين يلجأون إليه بعد عمل شاق إلى الإحساس المؤقت بالراحة، إلا أنه يرفع من التوتر وضبابية الدماغ بصورة أكبر.


5. النترات
تستخدم كمواد حافظة ولتعزيز اللون في شرائح اللحم البقري واللحوم المعالجة مثل لحم الخنزير المقدد والسلامي والنقانق، وقد ترتبط النترات بالاكتئاب.

وتشير إحدى الدراسات الحديثة إلى أن النترات يمكن أن تغير بكتيريا الأمعاء بطريقة تقلب الموازين نحو الاضطراب ثنائي القطب.